ماذا تعرف عن المخدرات الرقمية؟

لا شك -عزيزي القارئ- أن أول ما يتبادر إلى ذهنك عند قراءة أو سماع مصطلح " إدمان المخدرات " هو إدمان الكوكايين أو الحشيش أو غيره من الأمور المخدرة والتي -في الغالب- يضطر الإنسان إلى شربها أو تدخينها أو تناولها بطريقة ما لكي يسري مفعولها في جسده، و لكن ماذا لو أخبرتك بوجود نوع مختلف وغير مشهور من المخدرات لا يحتاج إلى الشرب أو التناول أو حتى الاستنشاق! هذا النوع انتشر كثيرا في السنوات الأخيرة مع انتشار الشبكة العنكبوتية و هو ما يسمى بـ "المخدرات الرقمية".
هذا النوع من المخدرات يصيب الإنسان بنفس أعراض الهلوسة التي يشعر بها عند تناول المخدرات العادية و لكن دون أن يضع شيئا في فمه.
بدأ الخبراء بتصنيف هذا النوع من المخدرات على أنها من أخطر أنواع المخدرات الموجودة في وقتنا الحالي بسبب توافرها بشكل مجاني فأنت لست بحاجة لدفع أي مبلغ من المال مقابل الحصول عليها. الأمر الخطير الآخر هو أنه لا يمكن الإمساك بك أثناء تعاطيها، لذلك أردنا دق ناقوس الخطر و تحذير الشباب العربي من الانجراف في هذا الطريق الوعر.
لو أردنا تبسيط هذا الموضوع المعقد و الشائك لقلنا أن "المخدرات الرقمية" تلك ما هي إلا مقاطع موسيقية تم تصميمها بعناية فائقة لكي يتم الاستماع إليها من خلال سماعات احترافية مصممة تحديدا لهذا الغرض كما ترى في الصورة المرفقة مع التدوينة. و تحتوي هذه المقاطع الموسيقية على نوع من الذبذبات التي تؤثر بدورها على الدماغ البشري و تؤدي إلى فقدان المستمع للقدرة على التركيز و الشعور بأنه في عالم آخر و هو ما يشبه تأثير المخدرات العادية، و بالتالي لا يعود الشخص قادرا على تذكر كل الأمور السيئة التي تشعره بالحزن و بعدها ينتقل هذا الشخص إلى حالة من الاكتئاب و اليأس من الحياة و هو ما سيقوده إلى النهاية المنطقية لهذه المشاعر السلبية المتراكمة .. الانتحار.
 و بطبيعة الحال كلما طالت مدة الاستماع لهذه المقاطع المخدرة فإن الشخص سيبدأ بالهلوسة وفقدان القدرة على التركيز و التفكير المنطقي بالإضافة إلى مشاكل كثيرة و خلل لحظي في وظيفة السمع و يصاحب ذلك القيام بأشياء غير اعتيادية مثل الرقص بعنف أو الشرود و غيرها من الأمور.
أما بالنسبة لأضرارها فإنها تعمل على إصابة الدماغ بأضرار بالغة ذات نتائج وخيمة قد تصل إلى إحداث تلف دماغي بالإضافة إلى إمكانية إدمان هذا النوع من المخدرات و عندها سيحتاج هذا الشخص إلى دخول مصحة لعلاج الإدمان لكي يعود إلى حياته الطبيعية.
أبعدنا الله و إياكم عن هذا النوع و غيره من المخدرات و أتمنى أن تكون هذه التدوينة قد أفادتكم و نلتقي في تدوينات جديدة بإذن الله.